Foreign Minister delivers Oman's speech before the 79th session of the United Nations General Assembly

كلمة سلطنة عُمان أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة

28 سبتمبر 2024

نص كلمة سلطنة عمان أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقاها معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية، وذلك في 28 سبتمبر 2024م، بمقر الجمعية في نيويورك.

معالي فيلمون يانغ رئيس الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة،

يطيب لنا أن نتقدم لكم ولبلدكم الصديق، جمهورية الكاميرون، بخالص التهنئة على انتخابكم رئيساً للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يسرنا أن نعرب عن تقديرنا للجهود التي بذلها سلفكم من ترينيداد وتوباغو الصديقة أثناء فترة رئاسته للدورة السابقة.

ولا يفوتنا أن نسجل تقديرنا لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الجهود المضنية التي يبذلها في قيادة منظمة الأمم المتحدة وسعيه الدؤوب لبسط سيادة القانون الدولي وتطبيقه، تحقيقاً للعدالة والسلام وبما يعكس رؤية الأمم المتحدة لعالم يعم فيه الأمن والاستقرار والسلام والرخاء للجميع.

إننا نؤكد دعم سلطنة عُمان الكامل لمساعيكم ولجهود الأمم المتحدة في تعزيز السلم والأمن الدوليين ونعرب عن دعمنا القوي لـميثاق الأمم المتحدة، مدركين أهمية الأمم المتحدة في تجسيد آمال الشعوب وتحقيق تطلعاتها في التنمية والحياة الهانئة الكريمة.

معالي الرئيس،

تقوم سياسة سلطنة عُمان الخارجية على رؤية ثابتة في تبنيها أسسَ الحوار والتسامح منهجاً لمعالجة كافة القضايا والتحديات. إنها رؤية تسعى لتحقيق السلام وعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي والوئام بين الدول.

إن سلطنة عُمان، قيادةً وحكومةً وشعباً، تؤمن باستخدام الوسائل المشروعة والسلمية لحل القضايا والصراعات. وانطلاقًا من ذلك، فإن بلادي تدعو إلى الوقف الفوري للقتال وإطلاق النار في قطاع غزة وفي لبنان، وفي منطقة البحر الأحمر، ومعالجة أسباب الصراع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين  وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. كما تؤكد بلادي على ضرورة منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ووضعِ حد لسياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة الإنسانية المفروضة عليه.

إننا نؤمن بأهمية تكثيف العمل على احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العاقل وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بما يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في أمان وسلام وكرامة.

 معالي الرئيس،

إن سلطنة عُمان ماضية ببرامجها في مجال الحماية الاجتماعية، من خلال منظومة متكاملة داعمة لمختلف فئات المجتمع بمن فيها المرأة والطفل وكبار السن وذوي الإعاقة، وبرامج التأمين الاجتماعي والأمان الوظيفي. وإن ذلك يُعد مؤشراً لمدى التقدم الذي حققته سلطنة عمان في مجال التنمية المستدامة، وسعيها المتواصل لتطوير هذه البرامج بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية إلى جانب الاستمرار في توفير الرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع.

كما تؤكد بلادي دعمَها المتواصل للشباب وتمكينهم، لأنهم عماد المستقبل ومحور التنمية المستدامة. إننا نؤمن بأن الشباب هم القوة الدافعة للابتكار والبناء والتطور، وخلق الفرص التي تمكنهم من توظيف مهاراتهم والمساهمة الفاعلة في بناء المستقبل.

معالي الرئيس،

إن بلادي تؤكد على أهمية تعزيز الاحترام والتعايش السلمي بين الشعوب وتدعو إلى مكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية والكراهية والعنف.

كما تبذل بلادي جهوداً كبيرة في مجال التعامل مع تحديات التغير المناخي والحد من الانبعاثات، وتحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، وفق استراتيجية الحياد الصفري الكربوني لعام 2050م، من خلال مشروعات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والحلول التي تعتمد الطبيعةَ منهجاً لها، انطلاقا من إيماننا بأهمية حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية.

معالي الرئيس،

إن جهود الدولة وبرامجها التنموية تأتي انسجاماً مع رؤيتها الوطنية، التي تجسدها رؤية عُمان 2040م، التي تعتبر ركيزة تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة التحديات المستقبلية. وفي هذا السياق، قدمت سلطنة عُمان تقريرها الوطني الطوعي الثاني الذي يعكس التزامها العميق بالمبادئ والأهداف العالمية للتنمية المستدامة، ويبرز التقدم المحرَز في مختلف المجالات التنموية.

 وفي هذا السياق، يسرنا أن نرحب باعتماد ميثاق قمة المستقبل هذا العام ونثمن الجهود الدولية المشتركة التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز الذي يضع خارطة طريق للعالم نحو تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية بفعالية وتعاون صادق بنّاء.

 وعليه فإننا ندعو جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بتنفيذ هذا الميثاق والعمل على تحقيق رؤيته وأهدافه من خلال التعاون المثمر وتبادل المعرفة، واتّخاذه مساراً من مسارات بلوغ مستقبل أفضل وأكثر أماناً وازدهاراً للأجيال القادمة.

 الحضور الكريم،

نشكركم على حسن الإصغاء، ونعرب لكم عن أملنا لهذه الدورة بالنجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.