Interview_with_Foreign_MinisterBadr_Albusaidi

لقاء تلفزيوني لمعالي السيد وزير الخارجية مع قناتي العربية والحدث

Published On: 14 سبتمبر 2021

أجرى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية لقاءً تلفزيونيا في برنامج “مقابلة خاصة ” مع الإعلامية ميس الحربي والذي بُثّ عبر قناتي العربية والحدث والذي تم التطرق فيه إلى العديد من القضايا ذات الاهتمام. اليوم الثلاثاء 14 سبتمبر 2021، فيما يلي نصه:

سؤال – كيف تلخص السياسة الخارجية العمانية في ظل التغييرات بالمنطقة؟

أولا شكرا لكم على هذه الزيارة وعلى هذا اللقاء وزيارة سلطنة عمان والالتقاء بإخوانكم في هذا البلد.. الإجابة على هذا السؤال تتلخص في عبارة بأنكم اليوم متواجدين في السلطنة وترون بأعينكم الوضع الذي تعيشه البلاد وسياستها الداخلية التي هي انعكاس للسياسة الخارجية والتي تقوم على التعايش والسلام وحسن الجوار وحل جميع القضايا والأزمات والخلافات عبر الوسائل السلمية والحضارية.

نحن في السلطنة انتهجنا هذه السياسة ونجحنا فيها وهو ما ننتهجه أيضا في سياساتنا الخارجية ومرتكزاتها التي تقوم على مبادئ وأعراف وقانون دولي متعارف عليه نحترمه ونؤيده ونعتقد بأن الكثير من القضايا والأزمات اذا ما أخذنا بهذه المرجعيات وطبقناها بهذه الروحية نستطيع أن نحقق الاستقرار المستدام والسلام والوئام بين جميع دول الجوار الإقليمي وما بعد هذا الجوار الإقليمي.

سؤال – معاليك في أقل من عام هنالك ثقل متبادل بين السلطنة والسعودية في الزيارات ؟ كيف ترون التكامل السعودي-العماني في حل الأزمات ؟

سلطنة عُمان والسعودية يمثلان ثقل وعمق استراتيجي متبادل بحكم موقعهما الجغرافي وباعتبارهما دولتين متجاورتين وما يميز هذه العلاقة منذ عقود من الزمن وسنوات كثيرة بأن هنالك احترام متبادل وثقة كبيرة على مستوى القيادة والحكومة وعلى مستوى الشعبين الجارين الشقيقين، وبالتالي هذه العلاقة لعبت دور كبير في السابق وما زالت تلعب دور كبير في أن تكون عماد متين للاستقرار والسلام والأمن في هذه المنطقة.

سؤال – هنا سنتحدث عن المنطقة الخليجية مستقبل كيف ترى مستقبلها؟

دول مجلس التعاون ، الآن أكملت أربعين سنة منذ انشاء هذه المنظومة وقد مرت بالكثير من التحديات والأزمات واستطاعت أن تتجاوزها على مر العصور وأعتقد بأن منظومة مجلس التعاون قابلة للاستمرارية بفضل حرص قيادات كل دولة من دولنا، على المحافظة والبناء عليها والاستفادة من الدروس والقضايا التي عاصرناها خلال هذه الحقبة الزمنية، أنا متفائل من مستقبل دولنا بمجلس التعاون وحتى علاقات دول الجوار الإقليمي حولنا ؛ عبر انتهاج الحكمة والروية وفهم هواجس بعضنا البعض ومحاولة معالجتها نستطيع أن نبحر بهذه المنطقة لما هو أفضل وأرقى لصالح ومستقبل شعوبنا .

سؤال | الحديث عن المستقبل العربي .. كيف ترى سلطنة عمان مشهد الأزمات في المنطقة ؟

نعم هنالك أزمات صعبة وشائكة والعالم العربي يعاني منذ قرابة سبعين سنة من أزمة إلى أخرى وهذا يدعو للأسف لكن لا أعتقد بأننا سنجد هناك أحد يختلف على أهمية تجاوز هذه الأزمات وحلها وأعتقد بأن الحل الأمثل يقوم في الأساس على أنفسنا في الداخل على سبيل المثال في سوريا أعتقد بأن الحل يجب أن يكون سوري – سوري في نهاية المطاف وكذلك في اليمن الحل يجب أن يكون يمني – يمني لأنهم هم أبناء تلك البلد وهم الذين عليهم صياغة مستقبل أفضل لبلدانهم ودورنا في هذا المحيط الإقليمي كيفية مساعدة الأشقاء في كل مكان وأن تلتئم وتزول هذه الأزمات وأن يتعافوا منها بحيث أنهم يستطيعوا أن يستعيدوا دورهم البنّاء في المنطقة وأيضا في حوار هذه المنطقة مع العالم الكبير حولنا .

سؤال | بالحديث عن اليمن دخلت سلطنة عمان كوسيط مباشر في  2021 كيف كانت البدايات ؟

كلمة وسيط نحن لا نستخدمها كثيرا في المصطلحات، ربما دورنا هو أكثر مساعد ونحاول أن نوفق في الرؤى ووجهات النظر، اليمن بلد عربي شقيق ، أصيل وجار وعانى الكثير أيضا وبالتالي من واجبنا مثل ما هو من واجب جميع أخواننا في المنطقة أن نساعد ما نستطيع هذا البلد نحو الاستقرار ووقف الحرب واللجوء للعملية السياسية بين كل الأطراف لصياغة مستقبل آمن ومستقر لهذا البلد .

سؤال | الحديث عن وقف الحرب.. بعد أن اطلقت السعودية المبادرة، توجه وفد عماني إلى العاصمة صنعاء لماذا لم يقبل الحوثي بوقف إطلاق النار ؟

هنالك جهود مستمرة وهنالك رسائل متبادلة، ومساعي متواصلة وأعتقد بأن هنالك قناعات قوية الآن لوقف هذه الحرب والتوجه للعملية السياسية وأنا أشعر بأننا قاب قوسين أو أدنى من هذا الهدف.

سؤال | ماهو مستوى التنسيق بينكم وبين المبعوث الأممي والأمريكي في الأزمة اليمنية الآن؟

التنسيق مستمر وجيد إيجابي وأعتقد هنالك توافق وتطابق لوجهات النظر على ما يجب أن يكون وهذا عامل مساعد جدا ونحن ندعم جهود المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي في مساعيهم لمساعدتنا ومساعدة اليمن في تحقيق أهدافنا المشتركة.

سؤال | في حوار مؤتمر المنامة بديسمبر 2020 علقت على التصنيف الأمريكي للحوثي ذكرت بأن التصنيف لن حل الصراع اليمني .. كيف هو حل الصراع اليمني؟

عبر الحوار وعدم الإقصاء.. لا يجب إقصاء أي طرف خصوصا لو كان طرف أساسي في الحل، يجب أن يكون هذا الطرف جزءا من الحل اذا أردنا حل لهذه الأزمة، لذلك كنا نرى ولا يزال هذا الرأي وأعتقد هو واضح في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة ودعمها لهذا الرأي .

سؤال | في إطار مساعيكم هل يوجد اتصالات مع طهران لإقناع الحوثي بوقف الحرب؟

كما ذكرت بأن القضية اليمنية، تحتاج إلى حل يمني وليس حل أخر واذا هنالك دور للجارة إيران أو أي دولة أخرى ، فهو دور يجب أن يكون مساعد وإيجابي ؛ نعتقد حسب ما نسمع من المسؤولين في إيران وخارج إيران أنهم داعمين للمبادرة الأممية ودور الأمم المتحدة وداعمين لتوجهنا في وقف الحرب ووقف إطلاق النار ودعم النواحي الإنسانية التي يحتاجها اليمن في مختلف المجالات كالأدوية والأغذية والتعمير وغيرها ، لذا نعتقد هنالك إجماع في هذا الاتجاه .

سؤال | معالي الوزير.. يتواجد في سلطنة عمان الوفد الحوثي المفاوض منذ عام 2016 أي بعد مشاورات الكويت .. على أي أساس يتواجد هل وجودهم هو نافذة للحوثي مع العالم؟

في ظل الحصار الموجود كان من الصعب عليهم أن يقوموا بإيصال وجهة نظرهم إلى العالم الخارجي وبالتالي أتيحت لهم هذه الميزة عبر السلطنة في إيصال والالتقاء بالمهتمين بالشأن اليمني سواء كانوا من المنطقة أو من خارج المنطقة، وبالتالي نعتقد بأن هذه الخطوة مهمة فيما نصبوا إليه وتحقيقه في هذا الموضوع ، لإيجاد جميع الأطراف وتمكينهم من إيصال رأيهم في سياق التفاوض وبناء الثقة مع جميع الأطراف باعتبارهم طرف أساسي.

سؤال | هل تعتقد أن عمان بعد رفض الحوثي مساعي الوفد العماني إلى صنعاء تأثرت ؟

أنا لا أعتقد بأنهم رفضوا.. هم لم يرفضوا أنما رحبوا وما زالوا داعمين لهذه المساعي والجهود.

سؤال | هل هنالك تحفظات عمانية في المفاوضات النووية الجارية حاليا؟

نحن نأمل أن تصل هذه المفاوضات إلى نهاية مرضية للجميع ، لأن وجود هذه الاتفاق والتوافق نرى فيه مصلحة مهمة جدًا لأمن واستقرار هذه المنطقة، وبالتالي نأمل من جميع هذه الأطراف المتفاوضة أن تغلب هذه الرؤية الإستراتيجية الكبيرة في المنطقة ووجود اتفاق أفضل من عدمه وبالتالي نحن ندعم هذه المفاوضات وأن تصل هذه الجهود لما هو مرضي للجميع ليس فقط لأطراف الاتفاق أنما لجميع الدول المهتمة والتي لديها بعض الهواجس والاطروحات والتي أصبحت جميعها مفهومة وحسب آخر معلوماتنا بأنهم قريبين من التوصل لهذا الاتفاق لكونهم في سباق مع الزمن والزمن ليس في صالح أحد وأتمنى أن يغتنموا هذه الفرصة لتحقيق هذا الأمل ..

سؤال | معالي الوزير.. مع تسلم الحكومة الجديدة في إيران هل ترى سلطنة عمان قد تقرب وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة؟

إيران أحد دول هذه المنطقة وتجمعها الكثير من المصالح والهموم ربما والهواجس، وبالتالي لا شك بأنه اذا تم نوع من الحوار والتواصل الجاد بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي هذا شيء نسعى إليه ونرحب به حيث هدفنا في إطار مجلس التعاون هو التوصل لحوار بناء وتفاهم وتعاون واتفاق على الكثير من المسائل التي ربما تكون محل خلاف أو سوء فهم فيما مضى ، لذا عندما يتحقق هذا التلاقي والتواصل أعتقد بأنه فيه من المصلحة للجميع.

سؤال | مضيق هرمز.. تعرض لتوترات كثيرة خلال السنوات الماضية ماهي مخاوف السلطنة من تفاقم الأزمات في هذا المضيق؟

مضيق هرمز شريان مهم للحياة في هذه المنطقة ومضيق يحكمه قانون دولي والذي يدعو ويلزم جميع الدول باحترام حرية الملاحة وسلامتها في هذا المضيق، أنا مع الرأي بأن جميع دول المنطقة بما أنه شريان حياة رئيسي لها فمن مصلحتها جميعا أن يظل هذا المضيق آمن وأن تكون حرية الملاحة متاحة لجميع مستخدميه.

سؤال | في العاشر من يوليو الماضي.. قلتم بأن السلطنة لن تكون الدولة الثالثة التي تطبع العلاقات مع اسرئيل هل ستكونون مثلا الخامسة؟

مصطلح التطبيع تم استهلاكه في السنوات الأخيرة.. أعتقد بأنها كلمة مستوردة نحن في علم السياسة والدبلوماسية نتحرك وفق حقائق وثوابت وأيضا ندعو دائما لتبني مفاهيم العدالة في إيجاد الحلول لكثير من الأزمات ولا شك بأن القضية الفلسطينية من القضايا الهامة والرئيسية في هذه المنطقة والتي تولت عن عدم حلها الكثير من الأزمات و الاختناقات والتوتر وبالتالي نؤمن بشكل كبير جداً ومطلق بأن حل القضية الفلسطينية هو حاجة ماسة وضرورة إستراتيجية ملحة اذا ما أردنا لهذه المنطقة أستقرار مستدام وتعاون إيجابي بنّاء وبالتالي لا يوجد في الوقت الحالي أي خيار سوى الحل الذي يقوم على حل الدولتين وهو ما أكدته القرارات الدولية وتؤكده مبادرة السلام العربية وهو الموقف الذي يجب أن ندعمه جميعا مع احترامنا لقرارات بعض الدول في انتهاج نهج مغاير عن ما سبق وأعتقد بأن حتى هذه الدول تؤمن بهذا الحل القائم على وجود دولتين مستقلتين يعيشوا بسلام جنبا إلى جنب .

سؤال | في الملف الأفغاني.. حركة طالبان أعلنت تشكيل حركتها ما هو موقف سلطنة عُمان فيما يجري في أفغانستان؟

الموقف يقوم على توجه متساوي ومحايد إلي حد كبير إزاء جميع هذه الأطراف ، ما نأمله ونرجوه وندعو إليه دائما أن تستقر أفغانستان وأن تكون الحكومة الحالية هي لجميع الأفغان وأن تتعايش مع جميع الأطياف وأن تكون لها علاقات مستقرة وبناءة مع دول الجوار ومن هذا المنطلق أعتقد علينا على الأقل نوعا من الواجب على أن نساعد ونشجع على هذا النهج وفق القواعد المتعارف عليها دوليا في العلاقات بين الدول وأفغانستان لديها سفارة مقيمة في سلطنة عُمان منذ فترة وحتى الآن هذه السفارة تعمل وهي تتلقى توجيهاتها من الحكومة حيث في الأساس الوضع في أفغانستان هو شأن داخلي ونحن نحترم بلا شك ما يقرره الشعب الأفغاني في ذلك ونحن سنتعامل مع الحكومة متى ما وصل الوقت المناسب للتعامل مع حكومة أفغانستان.

لمشاهدة اللقاء يرجى زيارة الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=uU-oGGyt92M