اليوبيل الذهبي 1971 - 2021  ستواصل عمان دورها كعضو فاعل في منظمة الأممم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم وسنبني علاقاتنا مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلفه لنا السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات .

احتفلت سلطنة عمان في عام 2021 بمرور 50 عاما على انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1971.

كلمة جلالة السلطان هيثم بن طارق

فيما يلي مقتطف من أول خطاب ألقاه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – عند توليه العرش في 11 يناير 2020.

ستواصل عمان دورها كعضو فاعل في منظمة الأممم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم وسنبني علاقاتنا مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلفه لنا السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات.

Oman_UN_Golden_Jubilee_ENG

يوم تاريخي

انضمت سلطنة عمان إلى منظمة الأمم المتحدة في 7 أكتوبر 1971 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

جاء انضمام سلطنة عمان للأمم المتحدة، اتساقا مع الرؤية التنموية التى قادها السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه – داخليا وخارجيا لتجعل من السلطنة واحة للسلام الإقليمى والدولى.

كانت رؤية السلطان قابوس بن سعيد ، للسلطنة خارجيا تنطلق من الانفتاح على العالم العربي والمجتمع الدولي لذا كان ذلك في مقدمة الأهداف الكبرى التي سعت السلطنة إلى تحقيقها منذ البداية.

وقد تم الإعلان عن انضمام السلطنة إلى الأمم المتحدة، في السابع من أكتوبر ١٩٧١ ورافق ذلك رفع علم السلطنة في ساحة المنظمة الدولية فى نيويورك.

Omani_Flag_Raised_at_UN_1971
7أكتوبر 1971 – رفع العلم العماني في الأمم المتحدة لأول مرة
Omani_Flag_Raised_2_at_UN_1971
صاحب السمو السيد طارق بن تيمور آل سعيد رئيس وزراء عمان (أقصى اليسار) في حفل رفع العلم

الخطاب الأول لسلطنة عمان
في جمعية الأمم المتحدة

ألقى صاحب السمو السيد طارق بن تيمور آل سعيد رئيس وزراء عمان أول خطاب لسلطنة عمان في الأمم المتحدة. وهذا ماجاء فيه:

HH_Tarik_bin_Taimur_OmanPM_UN_speech_1971

صاحب السمو السيد طارق بن تيمور آل سعيد يلقي خطاب عمان الأول في الأمم المتحدة.

إلى جميع أعضاء هذه الجمعية الموقرة الذين جعلوا عضويتنا في هذه المنظمة ممكنة، أشكركم بالنيابة عن جلالة سلطان عمان وبأسم شعب بلدي.

وعلى الرغم من أن سلطنة عمان أصبحت اليوم أصغر عضو في هذه المنظمة الدولية ، إلا أنها موجودة منذ 14 قرناً ولم تفقد سيادتها أو استقلالها خلال تاريخها الطويل. بكونها العضو المائة والحادي والثلاثين في الأمم المتحدة، وُضعت عُمان رسميًا وبشكل دائم حداً لعقود من العزلة والنسيان الذي كان مفروض عليها.

لقد جئت إلى هنا آملاً لشعبي في هذه المنظمة وإيمانهم بأنه لا يمكن تحقيق السلام والصداقة بين دول هذا العالم إلا من خلال التقيد الصارم بمبادئها النبيلة.

نحن بلد صغير لكننا سنسعى للمساهمة بأقصى قدراتنا من أجل تحقيق مبادئ الأمم المتحدة ومُثُلها. إن الأهمية الفريدة للأمم المتحدة تجعل من الضروري أن يكون لكل دولة الحق في الانضمام إليها بغض النظر عن طبيعة نظامها أو ماضيها. لا يمكن أن تكون هناك أسباب مقبولة لاستبعاد أي أمة بفرض إرادة دولة أخرى عليها.

لقد تابعنا دائما عن كثب القضايا المعروضة على هذه الجمعية للنظر فيها وتسويتها. وكثيرا ما يتم التقليل من فعالية الأمم المتحدة وتقويض أهدافها من خلال رفض بعض الدول الأعضاء لنتائجها وعدم الامتثال لقراراتها. وهنا يكمن الخطر الأكبر على هذه المنظمة وفائدتها. إننا نؤمن إيمانا راسخا بأنه لا ينبغي السماح لأي دولة بتحدي إرادة الأمم المتحدة وأنه لا ينبغي لأي دولة أن تمتلك حق النقض ضد قراراتها.

نحن أمة عربية ونقف بقوة مع إخواننا في السعي لتحقيق العدالة للقضايا العربية وخاصة قضية فلسطين. ونأمل بصدق ألا يظل الظلم المخزي الذي لحق بالشعب العربي في فلسطين وصمة عار في سجلات الأمم المتحدة.

وفي الختام ، اسمحوا لي أن أؤكد لكم سيدي الرئيس دعم الوفد العماني الكامل والمستمر في تنفيذ مهامكم.

بيان الأمين العام للأمم المتحدة معالي أنطونيو غوتيريش

UN_Sec_Gen_Guterres

نطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

أهنئ أبناء عُمان بمناسبة الذكرى الخمسين لعضوية السلطنة في الأمم المتحدة.

وإن سلطنة عُمان تحتل مكانة مميزة على ساحة العالم كوسيط موثوق وصانع سلام وباني جسور لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وقد نالت امتنان وتقدير المجتمع الدولي.

أود أن أنوه بمساهماتكم في أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك من خلال رؤية عُمان 2040 والدعم النشط للتوزيع العادل للقاحات COVID-19، وجهودكم نحو تعزيز الفرص للمرأة والشباب الذين هم مفتاح التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي.

اسمحوا لي أيضا أن أهنئ عمان على انتخابها للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة للفترة من 2022 إلى 2024.

إنني ممتن لمساهماتكم العديدة في عمل الأمم المتحدة على مدى السنوات الخمسين الماضية وأتطلع إلى تعميق تعاوننا القوي في سعينا المشترك للسلام والأمن والازدهار للجميع.

كلمة معالي عبدالله شاهد رئيس الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة

معالي عبدالله شاهد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

بسم الله الرحمن الرحيم
تحتفل سلطنة عمان اليوم بالذكرى الخمسين لانضمامها إلى الأمم المتحدة.

أتقدم بخالص التهاني إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ولحكومة عُمان وشعبها في احتفالهم باليوبيل الذهبي. أود أن أسلط الضوء على أن طوال عضوية عُمان، قامت بعمل محوري في تعزيز عمل الأمم المتحدة في جميع المجالات. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى الدور المهم الذي تواصل عُمان القيام به بالشراكة مع الأمم المتحدة لتحقيق الانسجام والاستقرار والازدهار الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط.

يمكن أن يُنسب الكثير من النجاح الحديث والمشاركة الغزيرة الذي حققته عُمان في الأمم المتحدة إلى رؤية السلطان الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد. تحت قيادته، انطلقت عُمان على طريق التحديث والتصنيع في الداخل والمشاركة الإيجابية في الخارج.

أصحاب السعادة والأصدقاء، نحتفل بهذه المناسبة الهامة في وقت يواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة، من كوفيد-19 إلى تغير المناخ وعدم الاستقرار. وحيث أننا نتطلع إلى المستقبل، فإنني أعول على مشاركة وقيادة عُمان المستمرة في الأمم المتحدة.

اليوم، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى العمل من أجل استعادة الأمل. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نفي بوعودنا للأجيال القادمة لتأمين عالم يمكن للجميع فيه الازدهار في سلام وكرامة ومساواة على كوكب صحي. إنني أتطلع إلى الدعم المستمر والثابت من عُمان.

أنضم إلى جميع الشخصيات المرموقة الأخرى في تهنئة شعب سلطنة عُمان مرة أخرى باليوبيل الذهبي لعضويتهم في الأمم المتحدة، وأتقدم بأطيب تمنياتي لاستمرار السلام والازدهار والرفاهية في المستقبل.

كلمة معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان

Omani_Foreign_Minister_Sayyid_Badr_Albusaidi

معالي السيد بدر البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان

في هذه الذكرى التاريخيةِ العظيمة من مسيرةِ بلادنا الدبلوماسية، وبمناسبةمرور خمسين عامًا على عضويةِ سلطنة عُمان في الأمم المتحدة، نود أن نستذكرَ الأسس والثوابت التي رسّخها باني نهضةِ عُمان الحديثة السلطان الراحل قابوس بن سعيد –طيّب الله ثراه- والتي يواصلُ ترسيخَها وتمكينها حضرةُ صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في علاقاتنا مع العالم.

وأنه ليشرفني بهذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات التهاني إلى المقام السامي لمولاي السلطان المعظم حفظه الله ورعاه، وأحييَ بمزيد من الفخر والاعتزاز كلَّ مَنْ حملَ رايةَ عُمان الشامخة وأخلصَ وأفنى وعملَ من أجلها في الداخل العماني وخارجه، وفي سفارات وقنصليات البلادِ وبعثاتها وملحقياتها في ربوع المعمورة، وعلى مدى الخمسينَ عاما الماضية، التي عبرت خلالها عُمان إلى العالم المعاصر لتتربّعَ في مكانَتها المرموقةِ بين الأمم، وتسطرَ نموذجا حضاريا يحتذى للدبلوماسية والتعاونِ الدولي والتعايشِ السلمي.

في مثل هذا اليوم، بدأت سلطنة عمان مسيرتَها السياسية والدبلوماسية الحديثة لتتشاركَ مع بقيةِ الأمم في بناء عالم جديد تربُطه جسورُ الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي، متمسكة بمبادئ احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.

فعلى امتداد التاريخ تواصل عُمان إسهاماتِها الثقافية والإنسانية من خلال هويتها الحضارية المتأصلة في عراقة إنسانها وقيمه السمحة وأخلاقه الكريمة التي يمارسُها منهجًا وأسلوبا لحياته وفي تعاملاته أينما كان. فهو أساسُ البناءِ الذي نعملُ عليه والمنجزُ الذي نفاخرُ به والعطاءُ الذي نستقي منهُ.

هكذا نسيرُ ونتقدمُ معًا نحو المستقبلِ بكل تحدياته وفرصه، نبني على ما تحققَ لوطننا عمان تنمويا وعلى مستوى السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، لِتظلَّ عمانَ شامخةً على مرّ الدهورِ والأجيال.