مشاركةُ سلطنة عُمان في قمّة البحرين تُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك
تأتي مشاركة سلطنة عُمان في مؤتمر القمة العربية العادية لدورتها الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية المنامة والمقرر عقدها غدًا الخميس؛ إيمانًا منها بثوابت سياستها الخارجية وموقفها الثابت في دعم أشكال العمل العربي تحقيقا لمصالحه المشتركة ونصرة لقضاياه.
ودأبت سلطنة عُمان على نهجها الداعم لجامعة الدول العربية لتحقيق أهدافها والعمل على إنجاز تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية ويعزز أمنها واستقرارها في ظل العديد من الأزمات والنزاعات الإقليمية في المنطقة.وتشكِّل / قمّة البحرين/ – التي تُعقد للمرة الأولى في تاريخ المملكة سواء على مستوى القمم العادية أو الطارئة – محطة مهمة في مسيرة العمل العربي المشترك وحدثًا بارزًا في ظل العديد من التحديات، وفي مقدمتها التصعيد العسكري الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني مما يستوجب من الجميع لمَّ الشمل والتكاتف والوقوف صفًّا واحدًا تحقيقًا للتضامن العربي المشترك في نصرة القضية الفلسطينية العادلة وضرورة التوصل إلى قرارات بنّاءة تسهم في تعزيز ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وبناء مرحلة جديدة في تعزيز العمل العربي المشترك.
كما تهدف قمّة البحرين إلى تعزيز التعاون والترابط والدّفع بآليات العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، والإبقاء على التشاور والتنسيق المستمر مع الأشقاء لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
ومن المتوقع أن يتضمن جدول أعمال القمة العربية استعراض تقرير رئاسة القمة العربية في دورتها السابقة الـ 32 في المملكة العربية السعودية ومتابعة تنفيذ القرارات والالتزامات التي اتُّخذت فيها والقضية الفلسطينية والشؤون العربية والأمن القومي والأوضاع غير المستقرة في عدد من الدول العربية والتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية واستعراض الشؤون السياسية الدولية ومنها القمة العربية الصينية الثانية، وإنشاء منتدى الشراكة بين جامعة الدول العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومناقشة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية، وقضايا التغير المناخي والاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان المعدّلة (المراجعة الدورية الأولى لعام 2024)، والاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، ومشروعات القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وقال سعادةُ السّفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفيرُ سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية إنّ سلطنة عُمان حريصة كل الحرص على التضامن العربي في اجتماعاتها المختلفة والتشاور بين وزارة الخارجية ونظيراتها في الدول العربية في الكثير من القضايا، وموقف سلطنة عُمان واضح ومشرّف، والجميع يشيد به وهو حاضر ومؤثّر في أعمال جامعة الدول العربية.
وأضاف سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أنّ القضية الفلسطينية هي المحور الأساس والموضوع الأبرز في القمّة الحالية التي ستشهد مزيدًا من التضامن العربي وهو أمر يتفق عليه الجميع لما تشهده الأمة العربية من تحديات كثيرة نظرا للتغيرات السياسية العالمية. ومن الأهمية أن تخرج القمة بنتائج ترضي الجميع والأمة العربية؛ لما تتعرض له فلسطين وغزة تحديدا من حرب إبادة يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ويجب أن يخرج الموقف العربي بنتائج تفضي إلى مناشدة العالم بضرورة إيقاف هذه الحرب.
من جانبه قال سعادةُ السّفير السّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين إن استضافة مملكة البحرين الشقيقة للقمة العربية في دورتها الـ (33) تعكس أهميتها الكبرى حيث ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة أعمال قمة عربية؛ ما يعد حدثًا سياسيًّا بارزًا يأتي في وقت نشهد فيه العديد من التحديات والتهديدات والنزاعات الإقليمية.
ووضّح سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن سلطنة عُمان منذ انضمامها لجامعة الدول العربية في 29 سبتمبر 1971م تحرص على تسخير كافة جهودها وإمكاناتها لتحقيق كل ما من شأنه تعزيز التضامن العربي من خلال المشاركة والحضور في كل القمم العربية منذ انضمامها حتى الآن. مبيّنًا أنّ حضرةَ صاحبَ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ يولي اهتمامًا كبيرًا بدعم جامعة الدول العربية، حيث أكد جلالتُه من خلال خطابه السامي في يناير 2020م على التعاون مع الأشقاء العرب لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية وتوسعة آفاقها ودعم المسيرة العربية خدمة لتطلعات الشعوب العربي وتعزيزًا لأمنها واستقرارها.
وأشار سعادةُ سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين إلى أن القمة سوف تناقش العديد من الملفات المتنوعة؛ فهي تُعقد في ظل ظروف اقتصادية استثنائية فرضتها حالة عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، إضافة إلى التأثيرات المتسارعة للتغيرات على مجمل الملفات الاقتصادية والتنموية، ويأتي ملف الأوضاع في غزة الأهم من حيث توقيت دقيق وفارق من عُمر الأمة العربية يستوجب من الجميع نصرة قضية العرب التاريخية.
وقد أكملت مملكة البحرين الشقيقة استعداداتها لبدء أعمال مؤتمر القمة العربية العادية لدورتها الثالثة والثلاثين غدًا، وازدانت شوارعها الرئيسة والكبرى بأعلام الدول وصور القادة والعبارات الترحيبية في مشهدٍ يعكس روح الألفة والتآخي والتعاضد بين شعوب الدول العربية وأهمية القمم العربية في دعم التنمية المستدامة لمختلف المجالات.ويتكوّن شعار “قمة البحرين” بشكله الدائري من الشعار الرسمي لمملكة البحرين، ويحمل نقشًا زخرفيًّا يستخدم في المعمار التراثي البحريني الأصيل، إضافة إلى خلفية من صدف اللؤلؤ الذي اشتهرت به المملكة على مرّ الأزمان، ويحيط به إطار ذهبي يرمز للذهب البحريني المعروف بجودة صوغه، ويتوسّطه شعار جامعة الدول العربية.