بيان صحفي حول كلمة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين
ألقى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية، كلمة هامة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين الذي عُقد في 25 سبتمبر 2024. استهل معاليه كلمته بتقديم التهاني الحارة لجمهورية البرازيل الاتحادية على توليها رئاسة مجموعة العشرين، معربًا عن تقدير سلطنة عُمان لمبادرة البرازيل في فتح هذا الاجتماع المهم لجميع أعضاء الأمم المتحدة.
وأشاد معاليه بالتركيز الذي وضعته البرازيل على الشمولية والتمثيل العادل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات الملحة التي تواجه دول الجنوب العالمي، مثل الجوع والكوارث المناخية وتمويل التنمية. وأكد معاليه أن هذه القضايا لا يمكن أن تُعالج من قِبل دولة واحدة، بل تتطلب جهودًا جماعية مدفوعة بالتعاون والتضامن الدولي.
وأكد معالي السيد دعم سلطنة عُمان الكامل للجهود المستمرة التي تبذلها البرازيل ومجموعة العشرين والأمم المتحدة لإصلاح المؤسسات العالمية. وشدد على ضرورة تطوير هذه المؤسسات لمواكبة التحديات المعقدة لعالمنا المتصل ببعضه البعض، حيث يعد التعاون والترابط بين الدول والاقتصادات والمجتمعات ضرورة أساسية لتحقيق التقدم.
وأشار معاليه إلى أن العديد من هذه المؤسسات لم تعد ملائمة بشكل كافٍ لحل النزاعات، أو منع التغير المناخي، أو التصدي للتحديات العالمية المشتركة. واستشهد معاليه بالقضية الفلسطينية كمثال واضح على هذه الإخفاقات، حيث لا تزال المجازر ضد المدنيين مستمرة، رغم الإجماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة على تحقيق العدالة واحترام القانون الدولي، معرباً عن أسفه لعدم فعالية مجلس الأمن في وقف العنف وإراقة الدماء.
وأكد معاليه أن الطبيعة غير المتوازنة لهيئات صنع القرار العالمية تمثل عقبة كبيرة أمام تحقيق الحلول الفعالة، موضحاً أن بنية بعض هذه المؤسسات لا تزال مبنية على فكرة مغلوطة بأن أصوات بعض الدول أكثر أهمية من غيرها، وهو ما يؤدي إلى تآكل الثقة وإضعاف التعددية.
وعبر معالي السيد عن ترحيب سلطنة عُمان بالمبادرة الرامية إلى تعزيز دور الجمعية العامة وضمان أن تصبح الحوكمة العالمية أكثر تمثيلاً وفعالية وشفافية ومساءلة، مؤكداً على إيمان عُمان بقوة التكامل، حيث لا ينبغي ترك أي دولة خلف الركب، ويجب أن تُسمع وتُحترم أصوات جميع الدول بالتساوي.
وفي ختام كلمته، شدد معاليه على أهمية التعاون، ليس فقط داخل المؤسسات، بل أيضًا بين الدول والشعوب. وأشار إلى أن الترابط، سواء كان اقتصاديًا أو تكنولوجيًا أو دبلوماسيًا، هو الجسر الذي سيمكننا من مواجهة التحديات المشتركة بشكل أكثر فعالية. وأشاد بالدور القيادي الذي تلعبه البرازيل والدول الأخرى التي تتبنى رؤية مستقبلية، وتسعى لتعزيز الترابط وتحقيق التغيير الإيجابي الذي يحتاجه العالم بشدة.
وأكد معالي السيد وزير الخارجية أن سلطنة عُمان تتطلع إلى العمل مع جميع الدول الأعضاء في قمة العشرين لبناء عالم أكثر عدلاً واتصالًا، وتعزيز “ميثاق المستقبل” الذي يسعى إلى تحقيق التعاون الدولي.