speech 75th UN Assembly

بيان سلطنة عمان أمام الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة

Published On: 8 أكتوبر 2020

معالي الرئیس فولكان بوزكیر،

یطیب لنا أن نستھل كلمتنا بالإعراب لكم ولبلدكم الصدیق، جمھوریة تركیا، عن تھانینا لانتخابكم رئیساً للدورة الخامسة والسبعین للجمعیة العامة للأمم المتحدة، ونحن على ثقة بأنكم قادرون على إدارة ھذه الدورة بجدارة وتسییر أعمالھا بكُّل حكمة واقتدار.

كما یسرنا أن نتقدم لسلفكم معالي تیجاني محمد باندي من جمھوریة نیجیریا الصدیقة بوافر الشكر والتقدیر على ما بذلھ من جھود أثناء فترة رئاستھ للدورة السابقة.

ومع احتفال الأمم المتحدة بمرور 75 عا ًما على انشائھا نغتنم الفرصة ھنا لنسجل للأمم المتحدة ولمعالي الأمین العام أنطونیو غوتیریش وزملائھ في ھذه المنظمة الدولیة تقدیرنا العمیق للجھود الدؤوبة والمتواصلة لحفظ الأمن والسلم الدولیین ، مؤكدین استعداد السلطنة على استمرار التعاون القائم بیننا ومع سائر الدول الأعضاء لتحقیق الغایات النبیلة للأمم المتحدة.

معالي الرئیس، ممثلي الدول الأعضاء

لقد فرضت جائحة فیروس كورونا المستجد )كوفید-19( تغییرات كبیرة على حیاتنا الیومیة. بید أنھ مھما كانت صعوبة التحدیات، علینا التكیّف المثالي مع أسالیب الحیاة الجدیدة وأن نظل متفائلین نحو المستقبل، متوخین أفضل الأسالیب والممارسات في تعاوننا وتحقیق الغایات والمقاصد المشتركة لدولنا وشعوبنا. وفي ذات السیاق، فإن على المجتمع الدولي واجب إنساني یتمثل في ضمان التوزیع العادل للموارد اللازمة لمكافحة الجائحة، لا سیما تأمین اللقاحات في المناطق الأقل نموا والتي تعاني من محدودیة المرافق والقدرات الطبیة.

لقد أفرزت جائحة فیروس كورونا )كوفید 19( تحدیات اقتصادیة شائكة. وفي ھذا الصدد ندعو الدول والمؤسسات المانحة إلى بذل ما في وسعھا لتیسیر عملیة إعادة ھیكلة الدیون وإیلاء عنایة خاصة لمساعدة الدول الأكثر تضررا، بما یشجع على تسریع وانسیاب عجلة الاقتصاد ویحفّز النمو.

معالي الرئیس

لقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان ھیثم بن طارق المعظم – حفظھ الله ورعاه- بما لا یدع مجالا للشك أن سلطنة عُمان ستواصل السیاسة الحكیمة التي وضعھا جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعید- طیب الله ثراه- باني عُمان الحدیثة، ومھندس سیاستھا الخارجیة وعلاقاتھا الدولیة على مدى الخمسین عاما الماضیة.

إ ّن سلطنة عُمان تنتھج طریق الحوار وتشجع علیھ. كما تدعم حكومة بلادي قیم التسامح والعمل الجماعي والعیش في سلام مع الجمیع. إننا نؤمن بمبادئ العدل والمساواة وحسن الجوار وسیادة القانون. كما أننا نحترم سیادة الدول ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلیة للغیر، ونؤكد على التسویة السلمیة للنزاعات على أساس أحكام ومبادئ میثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي باعتبارھا التزام علینا جمیعا الوفاء بھا.

وبینما تؤید بلادي الحق السیادي للدول في اتخاذ ما تراه متوافقا مع مصالحھا الوطنیة، فإن مصالحنا المشتركة تدعونا جمیعا إلى دعم السلام والمشاركة الإیجابیة في الجھود الرامیة إلى نشره، كثقافة عالمیة تسمو بھا الشعوب وترتقي.

ومن ھذا المنطلق، فإن سلطنة عُمان تؤكد مجدداً ومن على ھذا المنبر الدولي مساندتھا للمطالب المشروعة والعادلة للشعب الفلسطیني الشقیق، وإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتھا القدس الشرقیة، على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة السلام العربیة، التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتین.

معالي الرئیس

تدعو بلادي جمیع الفرقاء في الجمھوریة الیمنیة إلى الالتفاف حول طاولة الحوار البناء، من أجل التوصل إلى حل سلمي توافقي للصراع الدائر. وفي ھذا الصدد، فإننا نناشد الأطراف كافة،

أن تدعم جھود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الیمن. كما أننا نناشد المجتمع الدولي، وخاصة الدول والمنظمات المانحة، لتكثیف المساعي في توفیر وإیصال المواد الإنسانیة، نظرا للحالة الحرجة والمعاناة المأساویة التي وصلت إلیھا الحیاة في ھذا البلد العربي الأصیل.

معالي الرئیس

نود أن نعبّر عن دعمنا للجمھوریة اللبنانیة، داعین المجتمع الدولي إلى مؤازرة جھود إعادة الإعمار ومساعدة لبنان في معالجة آثار الانفجار المأساوي الذي وقع في مرفأ بیروت.

وفي الشأن اللیبي، فإن سلطنة عُمان رحبت بالاتفاق على وقف إطلاق النار والعمل على وضع آلیات استئناف عملیات إنتاج النفط وتصدیره، وإدارة الإیرادات لصالح الشعب اللیبي الذي نرجو لھ الأمن والاستقرار والازدھار من خلال الشروع في عملیة سلمیة تنھي الانقسام وتبني الوئام والالتئام بین أبناء الشعب الواحد والأرض الواحدة.

معالي الرئیس، الزملاء الأعزاء

لقد اتخذت سلطنة عُمان ھذا العام خطوات مھمة نحو إعادة ھیكلة الجھاز الإداري للدولة وتحدیثھ، وذلك دعما لمتطلبات المرحلة، على طریق مسیرة التنمیة الاقتصادیة، وفي إطار رؤیة عُمان 2020- 2040، واستنادا إلى المبادئ التي ینص علیھا النظام الأساسي للدولة.

ولعلھ من المناسب ھنا أن نخص بالذكر مبادئ اقتصاد السوق التي یھتدي بھا النظام الاقتصادي للسلطنة، الأمر الذي یعزز بلا شك من قیمة موقعھا الجغرافي واھمیتھ في التجارة الدولیة في القرن الحادي والعشرین. ھذا إلى جانب الاستقرار السیاسي الذي تنعم بھ بلادي والمقومات السیاحیة والفرص الاستثماریة المتنوعة في العدید من المیادین والقطاعات التنمویة المجزیة.

لقد شاركت سلطنة عُمان بفعالیة في كافة المحافل الدولیة والإقلیمیة َّ التي تَمخض عنھا الإعلان عن أھداف التنمیة المستدامة 2030، حیث سعت السلطنة إلى ترجمة التزاماتھا إلى مكونات رئیسیة في الخطة الخمسیة التاسعة وفي رؤیة عُمان 2020-2040 وھي عازمة على الاستمرار في العمل من أجل تحقیق الأبعاد الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة لأھداف التنمیة المستدامة في المدى الزمني المحدد.

معالي الرئیس

لا شك أن الشباب ھم أمل الحاضر وعماد المستقبل الذي تستند إلیھ الدول في تنمیتھا. لذا كان لا بد للحكومات أن تضع في أولویاتھا الاھتمام بالشباب، وتوفیر ك ّل ما من شأنھ النھوض بقدراتھم، وتنمیة مواھبھم، ضمانا لتنمیة مستدامة تتحقق بسواعدھم الفتیة. إنني أعبّر ھنا عن الاھتمام المتواصل الذي تولیھ سلطنة عُمان بالشباب، ومواكبة ما یستجد في العالم من حولنا، بما یمكنھم من اكتساب مزید من القدرات والمعرفة والمشاركة الفاعلة في مسیرة البناء والنماء.

معالي الرئیس

إننا نعیش في ِخ َض ّم عالم من التحولات المستمرة والمتعاقبة نحو التقدم العلمي والتكنولوجي، وإذا كان للإنسانیة أن تسود في ھذا العالم الجدید، فنحن بحاجة مستمرة إلى إیجاد الأسالیب والوسائل التي تمكننا من العمل معا بشكل أفضل وأفضل، ومن مرحلة لأخرى.

وفي الختام، معالي الرئیس والزملاء الكرام، اسمحوا لي أن أُزج َي أطیب التحیات الودیة منا جمیعًا في سلطنة عُمان وأرس َل أطیب التمنیات لإخواننا وأخواتنا حول العالم آملین لھم موفور الصحة والھناء.

شكرا لكم على حسن متابعتكم

والسلام علیكم ورحمة الله وبركاتھ